- أمي هل سوف تسافرين؟
- أجل يا حبيبتي.
- لماذا يا أمي أبقى معنا أنا أحبك ولا أريدك أن تغادري؟
- أنا أيضا أحبكم كثيرا لو الأمر بيدي ما تركتكم أبدا أحبكم كثيرا أطفالي.
ألم الفراق
تركت الخادمة أطفالها الصغار وهي تبكي ولولا ظروف المعيشة ما تركتهم ولكن ما العمل ليس ياليدى حيلة فقد ضاق بها الأمر فى بلدها لذلك أرادت أن تجلب لهم حياة كريمة حتى و لو كان الثمن بعدها عنهم ذهبت الخدمة إلى مكتب استقدام الخادمات وطلبت منهم العمل ثم طلبوا منها ملىء بعض الأوراق والإنتظار……
مر وقت حتى جاءت امرأة وأخبرتهم أنها تريد خادمة فطلبوا منها الذهاب معها وأن تحسن التصرف ذهبت الخادمة وهي مبتسمة ومستبشرة خيرا وعندما وصلت إلى المنزل دخلت الزوجة إلى المنزل وقبل دخول الخادمة
- قالت لها الزوجة : انتبه لا توسخي الأرضية بحذاءك القذر(فخلعت حذائها ودخلت).
- قالت الخادمة : سيدتي أين غرفتي لكي اضع أشيائي ؟
- قالت الزوجة : غرفة !!! هل تريدين غرفة كاملة ؟؟ (ثم فتحت باب كان لبدرون في المنزل)
- وقالت : هذه سوف تكون غرفتك قومي بترتيبها ثم اعطينى جواز سفرك وتصريح عملك.
- ردت الخادمة : لماذا ؟ أنا سوف أحتاجه عندما أريد أن أخرج في الإجازات .
- قالت لها الزوجة : العمل يحتاج طوال أيام الأسبوع بالإضافة إلى العمل في المنزل سوف يكون عليك الإهتمام بتلك المرأة أم زوجي لذلك لن يكون هناك إجازات هيا اعطني جواز السفر والتصريح . واضطرت الخادمة إلى اعطاء الجواز والتصريح للزوجة.
بداية صعبة
بدأ اليوم الأول للخادمة وهي تعمل منذ الصباح وكل مرة تنتهي من العمل تأتي الزوجة وتطلب منها اعاده القيام بالعمل لأنه غير متقن او غير نظيف أو أو أو …… حتى إنتهى أول يوم وكانت منهكة ثم ذهبت إلى الجدة وكانت هذه أوامر الزوجة أن لا تذهب إلى الجدة إلا بعد أن تنتهي من كل أعمال المنزل وعندما ذهبت إلى الجدة وجدتها في حاله يرثى لها فقامت بتنظيفها واطعامها وتنظيف الغرفة حتى انتهت وهمت بالذهاب ولكن اوقفتها الجدة وقالت لها: جزاك الله خيرا يا ابنتي. إذا لم يكن هذا يضايقك هل بامكانك أن تأتي وتتحدث معي ؟؟
ذهبت الخادمة وجلست تتحدث معها وحكيت لها الخادمة عن سبب سفرها وعن معاملة الزوجة لها وبكت عندما تذكرت أولادها فخففت الجدة عنها وامرتها أن تذهب للنوم لكى تستريح وهى سوف تتكلم مع زوجة ابنها لعلها ترتدع .
- قالت الجدة:اتقى الله فيها هي لم تترك بلدها لكي تهنيها وتعذبيها.
- ردت الزوجة : لا دخل لكى أنا أستطيع التصرف مع أمثالها فلا تتدخلي.
- قالت الجدة : ارحمى من فى الأرض يرحمك من فى السماء هى ما غربها إلا الحاجة فلا تقسوعليها.
- ردت عليها الزوجة : قلت لكِ لا تتدخلى ثم هى من أتت إليكِ لتشتكى سوف اتصرف معها .
صرخت الجده القعيدة بأن الخادمة لم تتشتكى أو تتكلم ولكن هيهات فالزوجة لا تسمع أو ترى ثم إن الخادمة تشتكيها لحماتها فلم يمر الوقت كثيرا حتى سمعنا صراخ الخادمة وهى تتوسل وتستغيث أن ترحمها الزوجة واستمرالصراخ حتى تعبت الزوجه من ضرب الخادمة فتركتها وفى اليوم التالى حرمت الزوجة الخادمة من الطعام وجعلتها تقوم بأعمال المنزل كله وفى اليوم الذي يليه تركت الزوجة لها القليل من الطعام واستمر الحال إلى أن جاء اليوم التى استدعت المدرسة الزوجه لمشكلة قامت بها ابنتها.
المديرة : ابنتك عنيفة جدا اليوم قامت بإهانة العاملة وليس هذا فحسب بل قامت بركلها حتى وقعت على الأرض وبدأت تضحك عليها ودعت زميلتها للضحك معها.
الزوجة لأبنتها: لماذا قمتِ بهذا ؟ ولكن ياسيادة المديرة لا يستحق الأمر كل هذا .
المديره : كيف لا يستحق !!! ارجو منك أن تعدلى سلوك ابنتك.
خرجت الأم وهى تغتاظ من الغضب وذهبت للمنزل ونادت على الخادمة وأخذت فى توبيخها
- أنتم لا ياتى من ورائكم سوى كل المشاكل ثم شرعت فى ضربها واهانتها والخادمة المسكينة لا حول لها ولا قوة.
وكلما شرعت الخادمة فى الهرب من ظلم الزوجة تذكرت أطفالها وأن الزوجة أخذت جواز سفرها وتصريح عملها فتبكى على حالها ولم يكن من يهون عليها هذه المعيشه سوى الجدة الطيبة
حتى جاء اليوم الذى تعبت فيه الجدة بشدة ونقلت الى المشفى لتلقى العلاج وحتى فى هذا الوقت اتخذت الزوجة من تعب الجدة سبب لكى تهين الخادمة.
- أنت سبب كل المصائب لم تدخلى علينا سوى بالشر والمصائب ثم قامت بضربها
حتى أن جسد الخادمة المسكينة تغير لونه إلى الأزرق من شدة الضرب المستمر يوميا ، ويشاء القدر أن تتوفى الجدة الطيبة فلا يبقى من يواسى الخادمة وتشتد الزوجة فى تعذيب الخادمة يوم بعد يوم ولكن الله لا يرضى أن يستمر هذا الظلم .
هروب خادمة
فى يوم الخادمة وهى تقوم بترتيب غرفة الزوجة وجدت جواز السفر وأوراق تصريحها مخبأة أسفل المرتبة فأخذتهم وهربت على الفور من سجن الزوجة ، ثم ذهبت لكى تركب وتعود الى أطفالها ولكن ماذا سوف تقول لهم اذا جاعوا او مرضوا فلا يوجد لديها مال وتلك الظالمة لم تعطيها مالها إلا فى أول شهرفقط بكت الخادمة فهى أم وأطفالها أغلى شىء فى حياتها وفى سبيلهم سوف تتحمل أى شىء همت الأم لكى تعود للعمل فمهما كان سوف تتلقاه من عذاب لدى تلك الزوجة الظالمة فهو أخف عليها من أن ترى أطفالها جوعا او مرضى من قلة المال فهى تستطيع أن تتحمل أما اطفالها فلا ، ومن شده تعب الخادمه كانت تمشى وهى مترنحة فاصطدمت بامرأة فاعتذرت لها
- أنا آسفة بشدة لم أكن أقصد ارجو أن تسامحينى.
- قالت المرأة : لا داعى لكل هذا.
نظرت المرأة فى وجه الخادمة فإذا هو ممتلئ بالدموع وجسدها ضعيف تكاد تقع من شدة التعب والضعف.
- قالت المرأة : انتظرى يا أختى تعالى معى لكى تستريحى.
- ردت الخادمة : لا يجب أن أذهب إذا شعرت بغيابى سوف تقوم بضربى ارجوكى اتركينى لدى أطفال أعيلهم.
- قالت المرأة : هل تعملين عند أحد؟
- ردت الخادمة : نعم أريد أن أذهب ؟
- سألت المرأة : وهل هذا الشخص يقوم بضربك ؟!!
- ردت الخادمة : أجل ارجوكِ اتركينى .
- قالت المرأة : لا والله لن اتركك إذا كنتِ تريدين العمل فأنا أريد من يساعدنى فى أعمال البيت ولا تقلقى فسوف أجعل لكى راتب شهرى يكفيكى أنتِ وأطفالك ، فوالله لو تركتك اخشى أن يحاسبنى الله على تركى لكى.
نظرت الخادمه للمرأة فشعرت أنها صادقة فى كلامها وهى قد تعبت من تلك الزوجة الظالمة
فذهبت مع المرأة وكأنما أراد الله أن يعوضها عما عانت منه من تلك الزوجة الظالمة فعلى العكس الزوجة كانت تلك المرأة طيبة القلب وكانت تعاملها كأخت لها حتى أنها سألتها
- كم عمرك؟؟
- فاجابت الخادمه: 24سنة .
- قالت المرأة : وأنا عمرى 50سنة إذا أنا فى ضعف عمرك لذلك لا يجب أن أقول لكِ أختى فما رأيك أن أقول لكِ ابنتي ؟؟
بكت الخادمة من شدة السعادة فكيف لإمرأة أن تكون بهذه الطيبة والرحمة !!!
- قالت المرأة : أرى أنك صغيرة على أن تكونى أختي ما رأيك أن تكون ابنتي .
- ابنتي أنت تعلمين أن الله لم يهب لي نعمة الأبناء لذلك أطلب منك هذا الطلب البسيط وارجو أن لا تردنى خائبة.
بكت الخادمة حتى أنها احتضنت المرأة الطيبة.
- وقالت الخادمة لها : أنا سعيدة سعيدة جدا فأنا أمي توفت وأنا صغيرة ولم اتذكر حنوالأم حتى قابلتك وعرفت أن مازال هناك رحمة و حب في الدنيا نعم نعم أنا أتشرف بأن أكون بنتك
فبكت كل من المرأة والخادمة وكلاهما يحمد الله أن وهبهما لبعضهم البعض.
يمهل ولا يهمل
استمرت هذه السعادة والطمأنينة حتى جاء اليوم الذي ذهبت فيه المرأة والخادمة لكي تعود مريضة قعيدة حيث دخلت المرأة ولكن توقفت الخادمة عند الباب ولم تستطع أن تدخل بل لم تستطع أن تتحرك من مكانها وذلك من هول ما رائته فقد رائت الزوجة التي كانت تعذبها وتجوعها وتحبسها في المنزل رئتها وهي على الفراش لا حول لها ولا قوة راءتها وهي ضعيفة منكسرة
لم تصدق عيناها في بداية الأمر حتى عندما تأكدت مما تراه عينيها لم يقبل عقلها التصديق كيف تغير حال الزوجة و كيف انقلب من القوة إلى الضعف ومن الجبروت إلى الانكسار خرجت الابنة بل نقول بقيت في الخارج فهي لم تستطيع الدخول أصلا، ولكن لم تتوقف المفاجأة عند هذا الحد فما سمعته بعد ذلك جعل قدميها لم يستطيعا حملها فسقطت على الأرض وهي تفكر هل ما سمعته كان حقيقي هل تلك الزوجة طلبت من المرأة الطيبة أن تساعدها في البحث عن تلك الخادمة التي كانت تعذبها !!!!!
هل فعلا تريد الزوجة القاسية أن تطلب الصفح والغفران !! كيف هذا !! وكيف تغير الحال !!
حقا أن دوام الحال من المحال.
خرجت المرأة الطيبة من عند الزوجة المريضة وأصيبت بالفزع عندما وجدت الخادمة جالسة على الأرض تبكي.
- قالت المرأة الطيبة : ماذا بك يا ابنتي اخبريني؟؟ هل قام أحد بإيذائك ؟؟ تكلمي قولي أي شيء.
والخادمة دموعها تنهمر تتذكر ذلك الظلم الذي كان يحدث لها تتذكر العذاب وهى تبكى أخذتها المرأة إلى المنزل وجعلتها تهديء ونامت الخادمة في حضن المرأة الطيبة تلك الليلة حتى أنها كانت متمسكة بها بشدة و كانت تستيقظ من وقت لآخر فزعة وهي معتقدة أنها عادت إلى ذلك العذاب وعندما تجد المرأة الطيبة يهدأ فؤادها وتنام حتى جاء الصباح وأخذتها المرأة الطيبة إلى الطبيب فقام الطبيب بفحص الخادمة وطلبه من المرأة الطيبة أن تخرج ، وبدأ الطبيب بالتكلم مع الخادمة وعرف منها كل ما حدث ثم خرج يتكلم مع الأم و إفهمها أن الخادمة تعرضت لإنهيار عصبي شديد و تحتاج إلى الراحة وعدم التعرض إلى أي مؤثرات .
أخذتها المرأة الطيبة وعادوا إلى المنزل وحاولت المرأة الطيبة فعل أقصى ما عندها لكي تعود الخادمة إلى سابق عهدها ولكن هيهات فالخادمة أصبحت صامتة لا تتكلم إلا قليلا واستمر هذا الحال شهرا حتى قامت المرأة الطيبة بجلب أطفال الخادمة؛ وبالفعل تغير حال الخادمة و بدأت تتكلم مع أطفالها وتلعب معهم وتحسن حالها كثيرا وفي يوم كانت المرأة الطيبة جالسة مع الخادمة يراقبون الأطفال وهم يلعبون فحكت الخادمة للمرأة الطيبة كل ما حدث لها مع تلك الزوجة الظالمة فقامت المرأة الطيبة بإحتضان الخادمة وطلبت منها عدم ذكر الماضي و الاهتمام بالمستقبل فهو الأهم.
حاولت المرأة الطيبة أن تجعل الخادمة تنسى كل ما مرت به من أحزان ولكن مهما كانت السعادة طاغية على حياتهم كان هناك ما يؤرق الخادمة وكأن هناك شىء غير مكتمل لا تعرف ما هو فحكت الخادمة للمرأة الطيبة عن هذا الإحساس فعرفت المرأة الطيبة ذلك الشعور فأخذت الخادمة المرأة الطيبة إلى الشاطىء ثم سألتها ما الذى يجعل مياه البحر صافية؟؟؟
لم تعرف الخادمة السبب.
قالت المرأة الطيبة : السبب يكمن أن البحر لا يخزن فى قلبه الشوائب لذلك هو صافى ويجلب لمن يراه الصفاء والهدوء ونحن أيضا مثل هذا البحر كلما صفيت أنفسنا كلما كنا سعداء وهادىء البال لذلك يابنتى لن تستريحى حتى تتخلصى من كل ما فى داخلك من حقد او كراهية.
لذلك فى الصباح الباكر ذهبت المرأة الطيبة مع الخادمة إلى الزوجة حيث قامت الخادمة بمسامحة الزوجة وكم كانت الراحة التى شعرت بها الخادمة بعد أن سامحت الزوجة وكأنها القت بكل همومها وأصبحت حرة طليقة.
*** تمت ***